allal cinemagoer

  • Subscribe to our RSS feed.
  • Twitter
  • StumbleUpon
  • Reddit
  • Facebook
  • Digg

Wednesday, 28 March 2012

معنى الجمال في السينما بين الفن والأخلاق

Posted on 02:11 by blog

معنى الجمال في السينما بين الفن والأخلاق
أنور المبروكي
2012-03-27


تتزاحم 'ترويكا' الأخلاق والجمال والفن في السينما تزاحماً رياضياً أرتمتيقياً يجعل من سؤال ما السينما أحياناً سؤالاً فلسفياً، فمجموع قواعد تحديد مفاهيم الكلمات يقتضي غالباً نوعاً ما من الدقة في مطاردة الألفاظ القابعة هنا وهناك على قارعة طريق الفنون. فتتكون داخل كل فرد مهتم بالبحث عن معنى الجمال في السينما نوعاً من الأخلاقيات التي يمكن وبسهولة أن تحيد به عن المنطق العقلي لحقوق الفنون فنتحدث إذن عن أخلاق سينمائية أو أخلاقيات سينمائية، ثم في الواجهة الأخرى عن جمال أخلاقي أو أخلاق جمالية.
في نفس ذلك المستوى القيمي ينبع صنم الاستيتيقا الأعظم مطالباً هو الآخر بحقه في الحكم لتنتهي اشكالية تحديد المفاهيم إلى سؤال البدء: ماهي علاقة الجمال بالأخلاق في السينما؟ ما الذي يحدد المقاييس الفنية في السينما، أهو القيمة الجمالية أم القيمة الأخلاقية؟
في السينما يحدد مفهوم الجمال على أنه قيمة كونية متعالية عن بقية القيم الأخرى . فهو الذي يرتقي بها من مجموعة من المشاهد والصور إلى جملة من اللوحات ذات صبغة استيتيقية أكثر عمقاً وهو الذي يرتقي بها أيضاً إلى منزلة الفن الأكثر مشاهدة اليوم . فالجمال في السينما هو القاسم المشترك الأكبر بينها وبين النجاح جماهيرياً أو قيمياً . لكن عن أي القيم نتحدث؟
أكيد عن تلك القيمة الأكثر مسؤولية في تنظيم قواعد العقد الإجتماعي بين البشر: الأخلاق.
إن فن السينما هو الفن الذي تصنع فيه الأخلاق ما يسمى ب'البوليميكا'...... فهي مقياس النجاح من ناحية الحكم الجماهيري العادي بعيداً عن كل التحليلات التقنية الأخرى ...
فقيمة الأخلاق في النهاية هي المحدد الأساسي لإرتقاء المشهد من درجة البساطة إلى درجة 'الإبداع'، فهي مجسدة في الصورة كما في الكلمات. هذه القيمة (الأخلاق) في حقيقة الأمر تدخل في علاقة وطيدة مع الواقع، فهي في أغلب الحالات صورة من صور الواقع المعيش لفئة أو طبقة أو مجتمع معين. فبتجسيدها كما هي على شاكلة النقل من الواقع إلى السينما قد تشعل فتيل حرب ضروس بين المشاهد (بصورة عامة) والسينمائي ونقصد هنا الصور الخليعة أو المشاهد الساخنة ... أما إذا كان الأمر غير ذلك فإن الرقابة الذاتية هي التي تكون سبباً في عدم عرض السينمائي لذلك النمط من الصور كواقع وكحقائق وهو ما يجعل السينمائي دائماً ممتعضاً من حرية لم يمارسها.
فنحن إذاً في معضلة بين الأخلاق كقيمة إنسانية والجمال كقيمة فنية والإبداع كقيمة تتجاوز كل المفاهيم الأخرى . فالجمال الحر وحرية الجمال مرهونان بتحديد نوعية تلك الأخلاق أو ذلك النمط من الأخلاقيات (في نظر المتفرج)، نفس الشأن بالنسبة للجمال لديه. فهو الجمال الخلقي والأخلاقي معاً ثم الأخلاق الجمالية للكلمة والصورة.
أما الفن فهو أبعد من ذلك إذ يستند دائماً إلى دعم الحرية كقيمة مطلقة فيصبح هو المتحكم في الحرية كمفهوم لا يعترف بجغرافيات الحدود القيمية. هنا تطرح مسألة الإبداع السينمائي طرحاً فلسفياً في علاقة بالحرية والأخلاق وهي الأسئلة الأكثر إحراجاً خاصةً في سينماءات المجتمعات العربية المحافظة التي يكون فيها المتفرج أكثر 'فروسيةً'.
في هذه المجتمعات نلحظ نوعاً من التناقض لدى الجمهور بين ما يريده حقيقة إرادة ذاتية، وما يريده قيمياً إرادة مجموعاتية (في صلب المجموعة أو المجتمع) فهو في حقيقة الأمر وكما بينت عدة إحصائيات، يطمح إلى مشاهدة الأفلام الأكثر بورنوغرافية ... بل ويحبذها من زاوية أحادية (أي كمشاهد بمعزل عن المجتمع) وفي هذه الحالة لا يبحث كثيراً عن الجانب الأخلاقي بما أن مفهوم الحرية ملكاً لديه، أما إذا تعلق الأمر بنظرة إجتماعية شاملة فإن نفس ذلك المشاهد ينغمس بسرعة في صلب ما يسمى بالأخلاقيات الإجتماعية كمفهوم تحدده أو تفرضه المجموعة لا الفرد. في هذه الحالة يفلت الحرية منه بالرضى وتصبح ذات رسوم بيانية محددة فيثور على ذلك النوع من الصور البورنوغرافية التي يحبذها فردياً ويرفضها مجتمعاتيا.
هنا ينشأ التناقض الذي يمكن أن نفسره أيضاً على أنه شكل من أشكال الرقابة على المتفرج إذ أصبح لدينا سينمائي ومتفرج مراقبان ذاتياً وخارجياً في آن.
هكذا تطرح اليوم مسألة السينما كمعضلة فلسفية بدأ بطرحها الفيلسوف الفرنسي جيل دولوز ولا بد على المثقف العربي أن يواصل البحث في أركيولوجياتها اليوم. فنحن في الحقيقة أمام 'تسونامي' تساؤلاتي تكون فيه الأجوبة المقنعة غالباً تحت إقامة جبرية من طرف ما يسمى باللامحدودية في المفاهيم . إذ أن كل لا متناهي في المفهوم هو لا متناهي في الجواب وفي الحيرة أيضاً.
كأن تقول مثلاً ان الحرية إجتماعياً لا تحمل نفس الدلالات فنياً ... وهو ما ينعكس مباشرة على مفهوم الإبداع حقيقة. إذاً... يخطئ كل من يرى اليوم أن لديه التعريف الكامل المقنع لمفهوم الإبداع. بل قل هو لم يتجاوز بعد الوهم الذي يسيطر فيه أناه سيطرة نرجسية كاملة على ذاته الحرة.
إن المفهوم الشاسع للأخلاق في الفن السينمائي مفهوم ملغوم بخراطيش معبأة من طرف آلة الحرية الضخمة القاتلة الواقية، النافعة الضارة، المحددة لمفهوم النجاح والفشل معاً فالاخلاق في السينما دوركايمية كانت أو نيتشاوية تختلف بين السينما الوثائقية والسينما البورنوغرافية مثلاً ...
هكذا إذاً ينسينا مفهوم الأخلاق معنى الجمال أصلاً، وهو الذي بدأنا به هذا المقال، فهل للجمال معنى حقيقي خارج قيمة الأخلاق والحرية ؟ أهو الحرية الجمالية أو جمال الحرية؟ أهو جمال الأخلاق أو الأخلاق الجمالية. ما هو الإبداع ؟ أهو الجمال الحر أم حرية الجمال؟ أهو الأخلاق الحرة بالجمال أم الأخلاق المتحررة من الجمال؟
كل هذه الشبكة المفهوماتية يحمل أوزارها الفن السينمائي الجميل.. الناقد المنقود ...
إن اليوم الذي يحقق فيه الفن السينمائي درجة إرضاء الجميع سيكون حتماً وبالتحديد يوم إعلان موته، كيف لا والحال أن السينما فلسفة والفلسفة دربة على الموت، هكذا قالها الفيلسوف الألماني كارل ياسبرس.
Email ThisBlogThis!Share to XShare to Facebook
Posted in | No comments
Newer Post Older Post Home

0 comments:

Post a Comment

Subscribe to: Post Comments (Atom)

Popular Posts

  • CV of Fatima Zahra Quanboua El barnousi
    Fatima zahra Qanboua is a Moroccan actress.She is young full of  energy ,passion and talent,She is born in the  2 October in Rabat (Morocco)...
  • Hind Dafer debuts her mise- en -scene in video clip
    Hind Dafer is a passionate artist-girl from Rabat.She has met up with Belaid Laali in Zagora where she has participated for a debut of mise ...
  • The Royal Symphonic Orchestra in Rabat
      Dépliant OSR Jazz Avril(3) by allal
  • الدراما الأمازيغية من خلال فاطمة بوشان وفاطمة بوبكدي
    أصبحت الدراما الأمازيغية تشق طريقها بثبات خاصة بتألق فاطمة بوبكدي وفاطمة بوشان وفي هدا الإطار نقلت المدونة السينما والأفلام الحوار الجاد وال...
  • Maghrebi's women cinema
      Screens and Veils: Maghrebi Women's Cinema by Indiana University Press
  • Decorating Morocco through the eyes of Fatima Alaoui Bel Hassan
    Fatima Alaoui Bel Hassan is a set decorator living in Morocco. She is in charge of the set dressing on film set, which includes the furnis...
  • "Schizophrenia" of Mohamed Achaour
  • The Moroccan television in stagnation
  • Riccardo Joshua Moretti - Italian Film Composer -
    By Allal El Alaoui Parma will amaze  its citizens with international film music from all over the world . It is about The international comp...
  • نقد الأفلام السينمائية المغربية والعالمية من طرف نورالدين كشطي
    نور الدين كشطي ومجلة 'سينما' المغربية: في صحبة الافلام وصناعها قراءة في مدونة ناقد سينمائي حسن وهبي 2011-08-26 نور الدين كشطي ومجلة ...

Blog Archive

  • ►  2014 (31)
    • ►  August (1)
    • ►  July (2)
    • ►  June (5)
    • ►  May (5)
    • ►  April (1)
    • ►  March (1)
    • ►  February (6)
    • ►  January (10)
  • ►  2013 (128)
    • ►  December (7)
    • ►  November (16)
    • ►  October (12)
    • ►  September (9)
    • ►  August (14)
    • ►  July (10)
    • ►  June (16)
    • ►  May (20)
    • ►  April (6)
    • ►  March (5)
    • ►  February (7)
    • ►  January (6)
  • ▼  2012 (175)
    • ►  December (3)
    • ►  November (5)
    • ►  October (3)
    • ►  September (2)
    • ►  August (4)
    • ►  July (1)
    • ►  June (3)
    • ►  May (19)
    • ►  April (34)
    • ▼  March (53)
      • سينمائي مغربي يكافئ معجبيه باهدائهم فرصة اخراج فيل...
      • Cv of Rajae Kharmaz
      • أولاد الشمس ل علال العلاوي ضمن المسابقة الرسمية ل...
      • معنى الجمال في السينما بين الفن والأخلاق
      • Larbi benshili: Le professionnel du Make- Up au Maroc
      • لقاء " سينمائيون ونقاد " بتطوان حول تجربة حكيم بلعباس
      • the end by Hicham Lasri in cutural services in Mor...
      • Hind Dafer debuts her mise- en -scene in video clip
      • الدعاء الجديد للحكام العرب
      • From Zero to Cairo and from Al Hokraa to chouala
      • في أفق الذكرى الأربعينية لرحيل الناقد الفني محمد سكري
      • الخميسات :احتفاء تربوي بالممثلة المغربية المتألقة ...
      • المهرجان الوطني الأول للتجميل والحلاقة في جرسيف
      • وداعا عزيز العلوي ..رحمة الله عليه
      • ابن كيران يبشّـر بـ 'الجزيرة'.. و'السكتور' مغضوب ع...
      • SNRT aires Al Gharib today
      • حميد بن شريف بقلم محمد اقصايب
      • الملتقى الوطني للابداع السينمائي في دورته الاولى ب...
      • المهرجان الوطني السادس لفيلم الهواة بسطات
      • فيلم الوصية للمخرج التلفزيوني المغربي علال العلاوي...
      • اللجنة الجديدة لصندوق دعم الانتاج السينمائي الوطني
      • اختتام المهرجان السينمائي الجامعي السابع بالرشيدية
      • الملتقى الثالث للفيلم التربوي القصير بالخميسات
      • الدفاع المميت والنائم عن الشعب المغربي
      • I000 messages of cinema and movies to all cinema-g...
      • السينما وجغرافيا الهامش
      • تكوين هيئة مهنية مستقلة سميت - اتحاد شركات الإنتاج...
      • تكوين هيئة مهنية مستقلة سميت - اتحاد شركات الإنتاج...
      • افتتاح الدورة الأولى لمهرجان مكناس للفيلم التلفزيوني
      • Press certificates of Allal El Alaoui
      • يونس الميكري: فيلم 'حجاب الحب' اثار ضجة كبيرة لكن ...
      • موازين والحكومة الجديدة واستمرار الفقر
      • نجاة عزيز العلوي باعجوبة على اثر وعكة صحية
      • انصاف لمستخدمي الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة
      • القراءة الذكية لملصق - الوصية - من طرف ذ عبد اللطي...
      • اختتام أيام الفيلم المغربي السابعة عشر بفاس
      • دلالة البنيات الفيلمية في سينما سعد الشرايبي
      • احمد البوعناني ,الشاعر والسينمائي الذي أحب الضوء
      • هدية رمزية وهي عبارة عن - وصية - سينمائية للمرأة...
      • عاجل : رسالة مهمة إلى كل المغاربة
      • Marocain à Paris par Said Naciri
      • Le PriMed 2013 est lancé !
      • مهرجان السينما العربية في مالمو السويد
      • مهرجان سينما أعالي الجبال بإفران وأزرو
      • سعيد الناصري يرد على منتقديه
      • الفيلم المغربي اولا بفاس
      • الطاهر بن جلون ,الشرارة والربيع العربي
      • احتفاء بالسينما الأمازيغية ورموزها
      • DFXPlus 4 Manual
      • ربيع المغرب بنكهة الجزيرة
      • لائحة المستفيدين من "الكريمات" في المغرب
      • رسالة الى السيد مصطفى الخلفي وزير الإتصال والناطق ...
      • الدراما الأمازيغية من خلال فاطمة بوشان وفاطمة بوبكدي
    • ►  February (31)
    • ►  January (17)
  • ►  2011 (166)
    • ►  December (20)
    • ►  November (36)
    • ►  October (23)
    • ►  September (25)
    • ►  August (17)
    • ►  July (34)
    • ►  June (11)
Powered by Blogger.

About Me

blog
View my complete profile