allal cinemagoer

  • Subscribe to our RSS feed.
  • Twitter
  • StumbleUpon
  • Reddit
  • Facebook
  • Digg

Thursday, 22 December 2011

الفقه السينمائي ل هشام فهمي

Posted on 10:07 by blog

الفقه السينمائي

هشام فهمي
2011-12-20 23:15
في كهف سفلي مظلم قبع سجناء مكبّلون بالأغلال منذ ولادتهم، وراءهم ثمة نار مشتعلة، لكنهم حُرموا من تحريك أجسادهم ورؤوسهم والالتفات خلفهم، هذا الوضع يسمح لهم فقط، برؤية ما يجري أمام أعينهم. ثمة ممرّ بين النار المشتعلة والسجناء، على طوله جدار يشبه مسرح العرائس، تنعكس عليه حركات ظلالهم وظلال حيوانات وأناس حاملين أدوات صناعية، وينتشر صدى أصواتهم الغامضة التي يعتقدون أن تلك الظلال هي مصدرها الحقيقي.

لنتخيّل أن أحد السجناء أُطلِق سراحه، وحاول رؤية النور المنبعث من النار، فإنه سيحسّ بألم في عيونه بالضرورة، أما لو اقتيد مجبرا خارج الكهف فإن ضوء الشمس سيصعق بصره أكثر من نور النار المشتعلة، وسيفضّل العودة إلى ظلمة الكهف.

أمثولة الكهف هذه، وردت في الكتاب السابع من "جمهورية أفلاطون" وهي عبارة عن حوار تخيّله أفلاطون، جرى بين الفيلسوف سقراط الذي تمرّد على سياسة وأخلاق أثينا وتمّ تسميمه ومعاصره الفيلسوف غلوكون، ويمكن اعتبار الكهف شبيها بالكاميرا المظلمة Camera obscura، وعلاقتنا الملتبسة بالسينما.

نحن المغاربة حديثو العهد بالثقافة البصرية والسينمائية، وعندما نقصد قاعات العرض السينمائية فإننا نشبه سجناء الكهف الأفلاطوني الذين اضطروا إلى التسمّر أمام خيال الظلّ الذي تعكسه شاشة الجدار، وقد نُصاب بصعقة ضوء الشاشة وخيالها داخل قاعة السينما المظلمة، مثلما سيكون مصيرنا أيضا، لو غادرنا القاعة وتعرّضت عيوننا لضوء وعمى الواقع. أكبر إشكالية طرحها تاريخ السينما هي علاقتها بالواقع، فحركة الصور تمنح انطباعا بأننا أمام واقع حيّ وحقيقي، يقول كريستيان ميتز منظّر سيميولوجيا السينما :" "انطباع الواقع" على النحو الذي تثيره السينما يحوّل نظام التمثُّل représentation إلى منحى من التلقي الأكثر نشاطا للرغبة اللاواعية"، فالمتفرّج وهو يتلقّى الصورة المتحرّكة والصوت، يعتقد أنه يرى الواقع من خلال تمثّلاته النفسية اللاواعية والمسبقة عن الواقع، في حين هو فقط أمام وهم الواقع، أي أنه أمام شاشة هي عبارة عن ستارة بيضاء معلّقة تُسقَط عليها الصور المتحركة، وهي الحالة الشبيهة التي عاشها سجناء أفلاطون متوهّمين أن خيالات الظل المنعكسة على جدار الكهف هي الواقع المحسوس والواقعي الذي لا تخطئه العين.

منذ سنوات والسجال مطروح في المغرب حول الأفلام السينمائية المنتجة بالمغرب، فبعد الموجة الصّايلية ( نسبة إلى نور الدين الصايل)، والسينما تعيش حراكا إنتاجيا رافقه سجال لا نظير له حول السينما التي يحلم بها المغاربة. لقد تعرّض هذا الرجل إلى أكبر محاكمة إعلامية شرسة حول مشروعه في خلق صناعة سينمائية حقيقية، ونحن لسنا هنا في موقف الدّفاع عنه، لأنه مثقف وناقد سينمائي كفء، قادر لفعل ذلك بنفسه. المثير أن هذا السجال، تمّ تحريفه من طرف جهات معروفة بنزوعها المحافظ، وتمّ جرّه خارج نطاق الثقافة والنقد السينمائيين لأهداف سياسية وإيديولوجية محضة. طبعا الموجة الصايلية ارتكبت أخطاء كثيرة، وهذا مصير كل مشروع ثقافي وليد يتلمّس طريقه للبناء، فمخرجون كثر تمّ الرهان على أفلامهم السينمائية لكنهم فشلوا، وهذا يحدث في كل مناطق العالم عندما تُرصد ميزانيات ضخمة تُمنح، ليس لمخرجين مبتدئين بل حتى للكبار منهم، فيكون مصير أفلامهم الإخفاق. التجربة الإبداعية بالمغرب، في كل مجالاتها، السينمائية منها والأدبية، يقتلها فقر الخيال، ولهذا أسبابه الثقافية والنفسية والسوسيولوجية التي تحتاج إلى دراسات علمية. ستبدو المفاضلة ساذجة بين فيلمي "كازا نيغرا" و"الملائكة لا تحلق فوق الدار البيضاء"، إذا نظرنا إلى أن الأول استعمل لغة الشارع الفاحشة والثاني لغته "نظيفة وطاهرة"، رغم أن الفيلمين مستواهما جيّد بجماليات مختلفة. المثير أن بعض الكتَبة أغرقوا الصحافة بخطاب متزمّت حول السينما، واختاروا الفقه عوض النقد السينمائي. من حق المغاربة أن يتساءلوا حول الأموال التي تصرف على السينما وتمنح لمخرجين لا يستحقون، ونحن نقاسهم هذا الهمّ، ونرى أبعد من ذلك في أن السينما تأكل حصة الأسد، في حين أن قطاعات ثقافية أخرى مثل صناعة الكتاب يتمّ تدميرها يوميا، والخطير أن المخرج الذي نعوّل عليه لا يقرأ أصلا كي يصنع فيلما برؤية فنية محترمة. نحن ضد العري المجاني في السينما، وضد النقد المجاني وقمع الحق في التعبير، في نفس الآن. وكي نخرج من هذا السجال الفارغ، على جمعيات النقد السينمائي والمهتمين بالسينما، أن يكون دورهما اقتراحيا لوضع تصوّر استراتيجي لصناعة السينما، فالمركز السينمائي الذي مازال موظفوه من تقنيي الدرك الملكي يحتاج إلى تحرير، أكثر من الأفلام التي نحشوها بالتابوهات المتحررة للتسويق، في حين أننا جميعا في كهف أفلاطون المظلم.
Email ThisBlogThis!Share to XShare to Facebook
Posted in | No comments
Newer Post Older Post Home

0 comments:

Post a Comment

Subscribe to: Post Comments (Atom)

Popular Posts

  • CV of Fatima Zahra Quanboua El barnousi
    Fatima zahra Qanboua is a Moroccan actress.She is young full of  energy ,passion and talent,She is born in the  2 October in Rabat (Morocco)...
  • Hind Dafer debuts her mise- en -scene in video clip
    Hind Dafer is a passionate artist-girl from Rabat.She has met up with Belaid Laali in Zagora where she has participated for a debut of mise ...
  • The Royal Symphonic Orchestra in Rabat
      Dépliant OSR Jazz Avril(3) by allal
  • الدراما الأمازيغية من خلال فاطمة بوشان وفاطمة بوبكدي
    أصبحت الدراما الأمازيغية تشق طريقها بثبات خاصة بتألق فاطمة بوبكدي وفاطمة بوشان وفي هدا الإطار نقلت المدونة السينما والأفلام الحوار الجاد وال...
  • Maghrebi's women cinema
      Screens and Veils: Maghrebi Women's Cinema by Indiana University Press
  • Decorating Morocco through the eyes of Fatima Alaoui Bel Hassan
    Fatima Alaoui Bel Hassan is a set decorator living in Morocco. She is in charge of the set dressing on film set, which includes the furnis...
  • "Schizophrenia" of Mohamed Achaour
  • The Moroccan television in stagnation
  • Riccardo Joshua Moretti - Italian Film Composer -
    By Allal El Alaoui Parma will amaze  its citizens with international film music from all over the world . It is about The international comp...
  • نقد الأفلام السينمائية المغربية والعالمية من طرف نورالدين كشطي
    نور الدين كشطي ومجلة 'سينما' المغربية: في صحبة الافلام وصناعها قراءة في مدونة ناقد سينمائي حسن وهبي 2011-08-26 نور الدين كشطي ومجلة ...

Blog Archive

  • ►  2014 (31)
    • ►  August (1)
    • ►  July (2)
    • ►  June (5)
    • ►  May (5)
    • ►  April (1)
    • ►  March (1)
    • ►  February (6)
    • ►  January (10)
  • ►  2013 (128)
    • ►  December (7)
    • ►  November (16)
    • ►  October (12)
    • ►  September (9)
    • ►  August (14)
    • ►  July (10)
    • ►  June (16)
    • ►  May (20)
    • ►  April (6)
    • ►  March (5)
    • ►  February (7)
    • ►  January (6)
  • ►  2012 (175)
    • ►  December (3)
    • ►  November (5)
    • ►  October (3)
    • ►  September (2)
    • ►  August (4)
    • ►  July (1)
    • ►  June (3)
    • ►  May (19)
    • ►  April (34)
    • ►  March (53)
    • ►  February (31)
    • ►  January (17)
  • ▼  2011 (166)
    • ▼  December (20)
      • Khalid Akdi is back as leader of Media Union of SNRT
      • الفقه السينمائي ل هشام فهمي
      • Casablanca: Les années music-hal
      • Arab World: Thank You Mohamed Bouazizi! Thank You ...
      • Arab World: Thank You Mohamed Bouazizi! Thank You ...
      • لماذا أثرت السينما الهندية في وجدان المتفرج المغربي
      • Latifa Afrar on the air
      • The last day of FIFM 2011 in Marrakech
      • Dubai International Film Festival 2011
      • Paying homage to Mohamed Bastaoui in Marrakech
      • Sail prepares to go away from CCM
      • "Schizophrenia" of Mohamed Achaour
      • Does charactor actor exist in Morocco ?
      • Mustapha Hirane thanks "Al Haj Belghit" Bill Gates...
      • نأسف.. لا مكان للأردن والمغرب
      • Confusions on FIFM about schedulling Moroccan cinema
      • Shah Rukh Khan in Marrakech in 2011
      • بن جلون يهاجم بن كيران ويصفه بـ'الشعبوي'
      • SNRT goes to Marrakech
      • دعوات عبر الفايسبوك لتعيين أحجام وزيرا للثقافة
    • ►  November (36)
    • ►  October (23)
    • ►  September (25)
    • ►  August (17)
    • ►  July (34)
    • ►  June (11)
Powered by Blogger.

About Me

blog
View my complete profile